إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية غير مصنف ضحكة من دمائى .... رسالة من مروة الشربينى

ضحكة من دمائى .... رسالة من مروة الشربينى

حجم الخط

عانيت المر بأشكاله وألوانه ، ما زقت يوماً للحياة طعماً سوا بطاعة مولاى ، كان هو أول من أفكر فيه فى أفعالى ، وأول من أراقبه فى أقوالى، تربيت فى وطنى على أسمائه ، قرآت أياته وكلماته ، آمنت به وبرسوله ، بنيت مجدى من وحى إلهامه ، أعطانى لاهلى طفلة وليدة لا يسترها شئ ، ولكنه كان قد خلقنى على الفطرة النقية التقية ، فكان لزاماً علىّ أن أرد له جميله ، أن أحافظ له على أمانته ، كان لزاماً على أن أصون عرضى وشرفى ، كان لزاماً على أن أحمى عفافى وأن يكون كتابه سلاحى وطريقه طريقى ، سلكته لاواجه الشوك فى كل مدخل ومخرج ، ولكنى كنت على يقين من أن سينجينى ، سيحمينى ، للآمان سيعطينى ، لكنى لم أتخيل يوماً أنه بالشهادة سيجزينى ، فحقا نعم الإله رب الكون أحسن خلقى وتكوينى ، صحيح أننى قتلت لأجل حجابى ولكنى لست نادمة على ما أقدمت عليه ، فكيف أعصى ربى لأجل حياة ستجعل النار تكوينى ، سالت دمائى على خدى وأكتافى ، لتخرج منها أنوار لطريق الجنة تأخذنى وتهدينى ، جاهدت من أجل عملى ودينى ، واجهت صعوبات جمِّة ولكن يوماً لم تنقضى عن الهِمة ، فكانت الجنة جزائى ، سار الكون كله ينشد أسمى ، يحيِّ روحى وإسلامى ، صحيح أنى مت ولكن الموت لدينى لن ينسينى ، فرسالتى لكى أختى لا تنزعى حجابك وقاتلى لأجله ، ولا تنسى من خلقك وحباكى جمالاً ولكنه فى نفس الوقت أعطاكى الخيار ، إما لجنة وتتبعينى ، وإما لنار تأخذك بعيداً عنى وتنسينى ، تذكرينى بإسمى ، صحيح سالت دمائى ولكنى ضحكت لأنى من الشهداء ، لأنى لم أنسى يوماً ربى ودينى فكانت كل قطرة دم تسيل تمثل لى ضحكة ، تمثل لى بسمة ، تمثل لى أملاً فى غدٍ بأن أرى غيرى ألف مروة بكفاحها ودفاعها عن عفافها بالفرح تأتينى ، فلا تنسينى وتذكرى ضحكاتى من وسط دمائى .

رحم الله الشهيدة مروة الشربينى

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق