إعلان الرئيسية

رسالة من الماضى


كانت الشمس توشك على الشروق ، ومعها بدأت الدنيا تستعد لإستقبال اليوم الجديد ، والعصافير فى جو السماء تغرد ، والقلوب بهواء الصباح العليل تتنهد ، ومع سطوع شمس اليوم الجديد ، كان أحمد متوجها كعادته لممارسة تمارينه الرياضية المعتادة والتى اعتاد عليها منذ وقت طويل ، والتى كان يمارسها احمد ليحافظ على رشاقة جسمه ، وكان أحمد فى طريقه وهو يمارس رياضة الجرى يقابل أناساً كثر فهذا شخص ذاهب لعمله وهذه إمرأة متوجهة للسوق بحثاً عن رزق أولادها ، وهذا فلاح يزرع أرضه ، وتلك فتاة ذاهبة لجامعتها ، واخذ أحمد يشاهد تلك المناظر ويقارن بينها وبين الماضى الذى سمع عنه من حكاوى جدته العجوز عن بركة الماضى وكيف أن لقمة العيش كان تكفى أسرة مكونة من عشرة أفراد ، أخذ يقارن بين صحة أهل الماضى ، وصحة أهل الحاضر .. كيف كان الرجل فى الماضى يفوق الرجل الآن بمراحل كثيرة فى الجسم وفى الصحة ، وهل كان يعلم هؤلاء الناس ان الذين سيأتون بعدهم سيكونون فى رغد من عيشهم ... ومع سرحانه فى الماضى قابل أحمد رجل يبدو عليه الكبر فى السن حتى أن احمد أعطاه من العمر تسعون عامأ لما فى وجهه من تجاعيد ولكن الرجل يسير على قدميه متوجهاً لأرضه والتى تبعد عن بيته مسافة الكيلوان ، فسأله الى أين انت ذاهب يا حاج فى هذا الصباح الباكر ، فرد عليه الرجل فى ضحكة بدت عليها السخرية ، الباكر ... هل تعلم ما الساعة الآن ... قال احمد نعم الساعة الآن الثامنة صباحاً ، فقال الرجل كنا فى الماضى يوقظنا أبى لنصلى الفجر فى المسجد سوياً أنا واخوتى الثلاثة ثم نتوجه جميعاً للأرض التى نعيش على خيراتها ، فنزرع ، ثم يأتى موسم الحصاد لنأكل منها كل شئ تشتهيه النفس من خيرات ، فتوجه أحمد بالسؤال كم عمرك فرد الرجل أبلع من العمر ثمانية وثمانون عاماً ، فسأله أحمد وما زلت قادراً على الذهاب للارض بعد هذا العمر الطويل ، فضحك الرجل وقال يا بنى لقد كنا نأكل خيرات الارض بدون أن يتدخل فيها العلم بالاسمدة او الهرمونات فكان كل ما يخرج من الأرض طبيعياً فلهذا أنا أمامك الآن هكذا بفضل الله ..،، ثم قال الرجل يا بنى لن نقضى على الامراض والفقر ، الا من خلال الارض التى نعيش فيها فوالله لو زرعنا ارضنا بدون هرمونات او اسمدة واعتمدنا على السماد البلدى وكل ما هو من صنع الله خالصاً بدون تدخل للإنسان لعشنا جميعاً فى سعادة ..... وقال احمد صدقت يا جدى إن الحل الوحيد لأزمات العالم من أمراض وفقر هو العودة للطبيعة ....
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق